قصیده الفرزدق فی الإمام علی بن الحسین بن علی زین العابدین(سلام الله علیه)
فنکره هشام وقال: لاَ أَعْرِفُهُ، لئلاّ یرغب فیه أهل الشام. فقال الفرزدق (و کان من شعراء بنی أُمیّه ومادحیهم) وکان حاضراً:
لکنّی أنا أعرفه. فقال الشامیّ: مَن هو یا أبا فراس؟! فأنشأ قصیده ذکر بعضها فی « الاغانی »، و« الحلیه » و« الحماسه »
، والقصیده بتمامها هذه: قصیده الفرزدق فیالإمام السجّاد یَا سَـائِلِی:
أَیْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالکَـرَمُ – عِنْـدِی بَـیَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا
هَذَا الذی تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ – وَالبَـیْـتُ یَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابْنُ خَیْرِ عِبَادِ اللَهِ کُلِّهِمُ – هَذَا التَّقِیُّ النَّقِیُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَذَا الذی أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ – صَلَّی عَلَیهِ إلَهِی مَا جَرَی القَلَمُ
لَوْ یَعْلَمُ الرُّکْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ یَلْثِمُهُ – لَخَرَّ یَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَی القَدَمُ
هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ – أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِی الاُمَمُ
هَذَا الَّذِی عَمُّهُ الطَّیَّارُ جَعْفَرٌ – وَالمَقْتُولُ حَمْزَهُ لَیْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَیْشٌ قَالَ قَائِلُهَا – إلَی مَکَارِمِ هَذَا یَنْتَهِی الکَرَمُ
یَکَادُ یُمْسِکُهُ عِرْفَانَ -رُکْنُ الحَطِیمِ إذَا مَا جَاءَ یَسْتَلِمُ
وَلَیْسَ قُولُکَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ – العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْکَرْتَ وَالعَجَمُ
یُنْمَی إلَی ذَرْوَهِ العِزِّ الَّتِی قَصُرَتْ – عَنْ نَیْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
یُغْضِی حَیَاءً وَیُغْضَی مِنْ مَهَابَتِهِ – فَمَا یُکَلَّمُ إلاَّ حِینَ یَبْتَسِمُ
بِکَفِّهِ خَیْزُرَانٌ رِیحُهُ عَبِقٌ – مِنْ کَفِّ أَرْوَعَ فِی عِرْنِینِهِ شَمَمُ
مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِی تَشَهُّدِهِ – لَوْلاَ التَّشَهُّدُ کَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
مُشتَقَّهٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ – طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِیمُ وَالشِّیَمُ
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا – حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
إنْ قَالَ قَالَ بمِا یَهْوَی جَمِیعُهُمُ – وَإنْ تَکَلَّمَ یَوْماً زَانَهُ الکَلِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَهٍ إنْ کُنْتَ جَاهِلَهُ – بِجَدِّهِ أنبِیَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ – جَرَی بِذَاکَ لَهُ فِی لَوْحِهِ القَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِیَاءِ لَهُ – وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ
عَمَّ البَرِیَّهَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ – عَنْهَا العِمَایَهُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ
کِلْتَا یَدَیْهِ غِیَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا – یُسْتَوْکَفَانِ وَلاَ یَعْرُوهُمَا عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِیقَهِ لاَ تُخْشَی بَوَادِرُهُ – یَزِینُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالکَرَمُ
لاَ یُخْلِفُ الوَعْدَ مَیْمُوناً نَقِیبَتُهُ – رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِیبٌ حِینَ یُعْتَرَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِینٌ وَبُغْضُهُمُ – کُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجیً وَمُعْتَصَمُ