امتیاز موضوع:
  • 0 رأی - میانگین امتیازات: 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الانتظار و مسوولیات النهوض فی عصر الغیبة
#1
الانتظار و مسؤوليات النهوض في عصر الغيبة
الانتظار..
العنوان الکبير الذي يختزل کل طموحات الإنسان علي هذه الأرض، الإنسان المشدود إلي يوم الخلاص..
الخلاص من أنظمة الاستکبار والهيمنة والاستعلاء
الخلاص من سياسات الإذلال والقهر والظلم والاستعباد..
الخلاص من نزوات المتربعين علي عروش البطش والفتک والسفک والقتل..
الخلاص من هواجس الرعب والخوف والحرب والدمار..
الخلاص من عالم البؤس والعناء والشقاء والمحن والفتن..
فلن يبقي الإنسان علي هذه الأرض بلا هوية، بلا کرامة، بل عزه، بلا حرية، بلا أمن، بلا سلام..
لن يبقي الإنسان علي هذه الأرض إلي ما لا نهاية يلهث ويلهث وراء السراب الکاذب، ووراء شعارات الزيف والدجل والخداع..
لن يبقي الإنسان علي هذه الأرض إلي ما لا نهاية ضحية التضليل والمؤامرات والمساومات وألاعيب السياسات الفاسدة..
لن يبقي الإنسان علي هذه الأرض إلي ما لا نهاية أسير الأيديولوجيات والنظريات الکافرة الضالة التائهة الضائعة الفاسقة الهابطة....وأسير القوانين والأنظمة الجائرة الزائفة الفاشلة..
إن عذابات الإنسان علي هذه الأرض لا بد لها من نهاية..
فلن تبقي الأرض في قبضة الطغاة والجبابرة والمستکبرين.. الوراثة النهائية لهذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان هي (لعباد الله الصالحين) وليس للأشرار والفجار، وليس للعصاة والمنحرفين، وليس للطغاة والمستکبرين، وليس للکفار والضالين..
ولقد کتبنا في الزبور من بعد الذکر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
قيادة هذا العالم في نهاية الشوط هي للمؤمنين المستضعفين ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
النصر في النهاية لدين الله، للإسلام..
ليظهره علي الدين کله ولو کره المشرکون
کل الديانات، کل النظريات، کل الأيديولوجيات کل الاطروحات تسقط في النهاية ويبقي دين الله القويم، ويبقي الإسلام الحق.
متي يأتي يوم الخلاص لکل الأرض، لکل الإنسان لکل الحياة، لکل الدنيا..
ذلک يوم يأتي النداء من السماء ظهر قائم آل محمد صلي الله عليه وآله
ومهما طال الزمن، ومهما اشتدت المحن، ومهما ضاقت الأرض علي المؤمنين فيوم الخلاص آت، ذلک وعد غير مکذوب، انهم يرونه بعيدا ونراه قريباً.
انه قول الصادق المصدق صلي الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدينا إلا يوم واحد لطول ذلک اليوم حتي يلي رجل من أهل بيتي يواطئ أسمه أسمي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وجوراً
وقوله صلي الله عليه وآله:
لا تقوم الساعة حتي تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي(او من أهل بيتي) يملأها قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا
وقوله صلي الله عليه وآله:
أبشرکم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا، يرضي عنه ساکن السماء وساکن الأرض
وقوله صلي الله عليه وآله:
المهدي منا أهل البيت.. من ولد فاطمة
نعم... انه المهدي من آل محمد صلي الله عليه وآله وسلم الذي يصلي خلفه المسيح عيسي بن مريم.
جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله:
فإذا کان يوم الجمعة من صلاة الغداة وقد أقيمت الصلاة، فالتفت المهدي فإذا هو عيسي بن مريم وقد نزل السماء في ثوبين کأنما يقطر من رأسه الماء، فيقول له الأمام: تقدم وصل بالناس، فيقول له عيسي: إنما أقيمت الصلاة لک، فيصلي عيسي خلفه
واخرج ابن ماجه والروياني وابن خزيمة وأبو عوانه والحاکم وأبو نعيم- وجميعهم من أئمة الحديث- عن أبي أمامة- وذکر حديثاً جاء فيه-:
وإمامهم المهدي رجل صالح، فبينما إمامهم تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عيسي بن مريم فرجع ذلک الإمام يمشي القهقري ليتقدم عيسي، فيضع عيسي يده بين کتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لک أقيمت فيصلي بهم إمامهم
وروي السدي:
يجتمع المهدي وعيسي بن مريم في وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسي: تقدم،
فيقول عيسي: انت أولي بالصلاة، فيصلي عيسي وراءه مأمونا...
أما البخاري فقد ذکر الحديث في صحيحه بإسناده الموصول إلي رسول الله صلي الله عليه وآله علي النحو التالي:
کيف انتم إذا نزل ابن مريم فيکم وإمامکم منکم
وقد أجمع شراح البخاري أن لفظة إمامکم الواردة في الحديث المقصود بها(الإمام المهدي) ومما يؤکد هذا أن الحديث جاء في مصادر أخري بصيغة وإمامکم المهدي منکم
أما مسلم فقد جاء في صحيحه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامة - قال- فينزل عيسي بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول لا، إن بعضکم علي بعض أمراء تکرمة الله هذه الأرض
وهنا أيضا قال شراح مسلم أن لفظة أميرهم الواردة في الحديث يقصد بها الإمام المهدي.
وهکذا - ومن خلال هذه النصوص والأحاديث- تشکل الوعي الانتظاري عند المسلمين، وتکونت رؤيتين لهذا الانتظار:
1. رؤية تتعاطي مع الانتظار ضمن فهم يؤمن بوجود الإمام الحي الغائب، کما هي الرؤية الشيعية..
2. ورؤية أخري تتعاطي مع الانتظار ضمن فهم يؤمن بإمام لا زال في رحم الغيب، کما هي الرؤية الغالب عند المذاهب الأخري..
وتواجه الانتظار- وخاصة وفق الرؤية الشيعية- مجموعة إشکاليات، تصدي للإجابة عنها العلماء والباحثون والدارسون لمسألة الإمام المهدي المنتظر..
نعرض هنا إلي واحدة من هذه الإشکاليات انطلاقا من العنوان الذي طرحناه في بداية الحديث، هذه الإشکالية تقول: إن الانتظار انتج في الواقع الشيعي مجموعة معطيات خطيرة:
تحريم النهوض السياسي في عصر الغيبة.
تجميد حرکة الإصلاح الاجتماعي.
إلغاء مشروع الدولة الإسلامية.
تعطيل مبدأ الجهاد.
هيمنة ذهنية التقية علي کل الواقع الشيعي.
ومعطيات أخري سلبية.
طبعا، لا يتسع الوقت هنا، ولا تسمح لغة الاحتفالات أن نعالج هذه الإشکالية معالجة علمية متأنية، وذلک متروک للدراسات التخصصية في هذا المجال وضمن ما تسمح به أجواء هذه اللقاءات أحاول أن أضع ملاحظات عامة حول هذه الإشکالية وأملي أن تتحملوا العناء بعض الوقت:
الملاحظة الأولي:
إن اتهام الواقع الشيعي بأنه مأسور طوال التاريخ لحالات الرکود السياسي والجهادي، دعوي باطلة فقد شهد هذا الواقع - وفي فترات متعددة من تاريخه -حضوراً سياسياً واجتماعياً وجهادياً واضحاً وخير دليل ما يسجله التاريخ المعاصر من إنطلاقات سياسية وثورية وجهادية لأبناء هذا الخط مما جعلهم مستهدفين من قبل أنظمة السياسة والحکم في العالم تحت مختلف الذرائع والعناوين وشتي المبررات.
الملاحظة الثانية:
إن الانتظار - في صيغته الواعية - کان له الدور الکبير في تعبئة أبناء هذا الخط سياسياً وثورياً وجهادياً، وفي هذا تزييف لکل المقولات التي تتهم (الانتظار) بأنه ينتج الغيبوبة السياسية والشلل الثوري والعطل الجهادي والخمود الاجتماعي.
إن حالات النهوض السياسي والاجتماعي والحرکي والجهادي في الواقع الشيعي هي بعض نتاجات الانتظار في صياغاته الأصيلة، وإذا کانت الرؤية المغلوطة للانتظار قد أنتجت الکثير من المفاهيم الخاطئة في الواقع الشيعي، فلا يمکن اعتماد هذا أساساً لاتهام عقيدة الانتظار وتحميلها مسؤولية تلک النتائج السلبية. فالأفکار لا يصح تقويمها ومحاسبتها من خلال الرؤي الخاطئة أو من خلال التطبيقات الخاطئة والتي قد تسيء إلي الأفکار ذاتها، فمن الخطأ المنهجي أن نستدل علي فساد الفکر وبطلانها من خلال الفهم أو التطبيق الخاطئين.
فهؤلاء الذين استدلوا علي بطلان عقيدة الانتظار من خلال بعض المعطيات التي أنتجتها الرؤية المغلوطة للانتظار أو التعاطي الخاطئ مع الانتظار وقعوا في مفارقة منهجية واضحة، والإ فهل يصح لهؤلاء أن يحکموا علي الکثير من المسلمات الدينية والإنسانية بالبطلان لمجرد أن هناک عدداً من الناس أساءوا التطبيق بالنسبة لهذه المسلمات؟!
الملاحظة الثالثة:
قد يقال: إن المسألة ليست (فهماً خاطئاً أو تطبيقاً خاطئاً) وإنما هي الروايات والأحاديث الواردة عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام قد صاغت هذا الفهم السلبي للانتظار حيث أکدت هذه الروايات والأحاديث علي وجوب الرکون والسکون وحرمة القيام والنهوض في عصر الغيبة، وقد تشکلت في ضوء هذه النصوص رؤية فقهية تتجه إلي حرمة العمل السياسي والثوري والجهادي مادام الإمام غائباً.
ومن هذه الروايات التي اعتمدت في إنتاج هذه الرؤية هذين النموذجين من الروايات:
أختار هذين النموذجيين من الروايات وهي الأوضح علي المدعي:
النموذج الأول:
ما جاء في الوسائل عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: کل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله
وإذا تجاوزنا الحالة السندية لهذه الرواية حيث لم أتوفر علي دراستها في هذه العجالة، فلنفترض صحته الرواية.
نلاحظ علي محاولة اعتماد هذه الرواية:
أولاً:
إن مفاد هذا النص وأمثاله هو التحذير من رايات الضلال والتي تحاول أن تصادر المواقع القيادية الحقه، وهذا واضح من لسان مجموعة روايات أوردها الطوسي في غيبته (267) والحر العاملي في وسائله (43:11).
ثانياً:
لقد ثبت تاريخياً أن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام کانت لهم مواقف إيجابية من بعض ثورات العلويين کما حدث بالنسبة لثورة زيد بن علي، وثورة الحسين صاحب فخ.
جاء في الوسائل (36:11) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تقولوا خرج زيد، فإن زيداً کان عالماً وکان صدوقاً، ولم يدعکم إلي نفسه وإنما دعاکم إلي الرضا من آل محمد (صلي الله عليه وآله) ولو ظهر لوفي بما دعا إليه).
وفي رواية أخري ذکرها صاحب البحار(171:46) عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: مضي والله زيد عمي وأصحابه شهداء مثل ما مضي عليه علي بن أبي طالب وأصحابه.
وفي رواية عن الإمام الکاظم عليه السلام أنه قال في الحسين صاحب فخ وأصحابه: عند الله احتسبکم من عصبة.
ثالثاً:
دونت مصادر الحديث مجموعة روايات تتحدث عن ظهور رايات هدي قبل قيام الإمام المهدي أرواحنا فداه، کما نقرأ عن الموطئين و الممهدين لدولة الإمام المنتظر عليه السلام.
رابعاً:
من المحتمل جداً أن تکون هذه الأحاديث الناهية عن التحرک والنهوض - إن اعتمدنا هذا الفهم - صادرة في ظروف استثنائية - ظروف التقية - فالأجواء السياسية الضاغطة حول الأئمة عليهم السلام قد تفرض عليهم أحياناً أن يمارسوا إجراءات وقائية من أجل حماية دور الإمامة في واقع الأمة.
خامساً:
هذه الروايات الناهية - لو صحت- معارضة بروايات أکثر عدداً، وأوضح دلالة تحث علي النهوض والتصدي- متي توفرت الشروط الموضوعية طبقاً-.
سادساً:
لو سلمنا بصحة هذه الروايات المانعة سنداً، وبوضوح دلالتها متناً، وبسلامتها من المعارض وأمکن إلغاء کل خصوصياتها - الموضوعية والزمانية - فإننا نرد علمها إلي أهلها عليهم السلام، ولا يمکن أن نعتمدها لأنها تتنافي مع ثوابت إسلامية عامة غير قابلة للتخصيص من قبل:
ضرورة العمل من أجل تطبيق الشريعة.
ضرورة مواجهة الظلم والفساد والانحراف علي جميع المستويات.
حرمة الرکون للظالمين.
مسؤولية الدعوة إلي الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر.
وإن کان لهذه العناوين شروطها وضوابطها الشرعية.
النموذج الثاني:
ما جاء في الوسائل (36:11) عن علي بن الحسين عليه السلام قال والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلا کان مثله کمثل فرخ طار من وکره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به).
وبهذا المضمون رواية عن محمد بن علي الباقر عليه السلام تقول: ومثل من خرج من أهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار ووقع من وکره فتلاعبت به الصبيان - غيبة النعماني 105- هاتان الروايتان- لو افترضنا سلامتهما من الناحية السندية - فلنا حول الاستدلال بهما عدة ملاحظات:
(1) إن الروايتين تتحدثان علي دائرة خاصة للتصدي - دائرة الأئمة من أهل البيت - بقرينة القيد منا أو من أهل البيت فإعطاؤها امتدادا يتجاوز هذه الدائرة أمر لا تسمح به هذه لسان الروايات، والأئمة فيما هو موقعهم الفکري والروحي والقيادي لهم خصوصياتهم في شکل الحرکة والمواجهة والتصدي وربما کان هذا النمط من الروايات تشکل إجابات صادرة عن الأئمة (4) في الرد علي بعض الرؤي المرتجلة التي تحاول أن تضغط علي الأئمة في اتجاه التصدي والمواجهة والنهوض.
(2) هذا النمط من الروايات يعالج (واقعاً موضوعياً) فيما هي النتائج المترتبة علي (التحرک السياسي). وليست في صدر الحديث عن المشروعية أو عدمها وبالتالي فهذه الروايات تحاول أن تؤصل وعياً سياسياً للتحرک والتصدي والذي يفرض التوفر علي مجموعةالشروط الموضوعية لنجاح الممارسة السياسية أو الممارسة الثورية، حتي لا تصاب هذه الممارسة بالفشل والإخفاق والاکتواء بکل النتائج الصعبة کما هو الطير - الفرخ- الذي لم ينبت له الريش إذا حاول الطيران بعيداً عن وکره فإن مصيره السقوط والعبث بأيدي الصبيان.
(3) الروايتان المذکورتان صادرتان - إن صحتا- عن الإمامين السجاد والباقر عليهما السلام، فلو کان مفادهما النهي عن النهوض والتحرک والتصدي لما جاز لشخصيتين کبيرتين من أمثال (زيد بن علي بن الحسين)و(الحسين بن علي بن الحسن صاحب فخ) - وهما محل ثناء الأئمة - أن يثورا ويتحرکا في مرحلة متأخرة عن صدور النصيين السابقين.
ومن المعلوم أن وفاة الإمام السجاد کانت (سنة 95هـ) ووفاة الإمام الباقر کانت (سنة 114هـ) بينما ثورة زيد بن علي کانت في (سنة 122 هـ) في عصر الأمويين وثورة الحسين صاحب فخ کانت في (سنة 165هـ)
پاسخ
تشکر شده توسط:


پرش به انجمن:


کاربرانِ درحال بازدید از این موضوع: 1 مهمان